قلت : معلوم بأن استخدام زيت الزيتون نافع بإذن الله عز وجل بشكل عام كما بينت ذلك النصوص النقلية الصريحة ، وكذلك فإن استخدام السذاب نافع بإذن الله تعالى في معالجة مرضى صرع الأرواح الخبيثة بناء على تجربة المتخصصين ، وهذا لا يعني الاعتقاد بهذه الكيفية ، إنما يجب أن يُعلم أن استخدام هذه الطريقة وبهذه الكيفية يعتبر سبباً حسياً مباحاً للاستشفاء ، وقد يكون لاستخدام الزيت والسذاب بعد تعريضه لأشعة الشمس أثر نافع وفعال في علاج صرع الأرواح كما أشار لذلك الأستاذ ماهر ، شريطة أن نتأكد من سلامة الناحية الطبية ، وعدم تعريض المريض لأية مضاعفات تذكر ، والله تعالى أعلم 0
2)- الحلتيت :
يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( حيث أن رائحة الحلتيت تؤثر على الجن داخل الجسم وخارجه ويصيبه بالاختناق سواء بالشم أو بالابتلاع ويتبخر بها يوميا ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 51 ) 0
قلت : الأولى عدم استخدام أسلوب التبخر بالحلتيت بسبب ما يقوم به السحرة والمشعوذون من استخدام هذا الأسلوب بشكل عام ، وينصح المرضى باتباع الوسائل الشرعية للعلاج أو الوسائل الحسية المباحة البعيدة عن الشبهة ومظنة السوء والله تعالى أعلم 0
3)- الزعفران :
يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( يستخدم الزعفران كمداد لكتابة آيات القرآن مع إضافة نسبة من عشبة دم الغزال وهو يؤذي الجن المعتدي على الإنسان والمتلبس به ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 51 ) 0
قلت : وقد أفردت كلاماً مطولاً حول استخدام الزعفران في العلاج ، وكانت نتيجة البحث أن استخدامه خلاف الأولى ، وخلاف الأولى من أقسام الجواز – أنظر ( أسئلة طرق العلاج ) ، تحت عنوان " طريقة استخدام المداد المباح / الزعفران " ، كما أنوه إلى مسألة مهمة للغاية وهي أهمية لجوء المعالج إلى الاستخدامات غير المركبة خوفاً وحرصاً على سلامة المرضى ، إلا في حالة حصوله على إجازة رسمية معتمدة في طب الأعشاب ، والله تعالى أعلم 0
4)- اليانسون :
يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( يقال أن اليانسون يساعد في خروج الجن من الأجسام التي لبسها ، ويشرب معه الماء المقروء عليه آيات الرقية لعلاج المس والسحر فيتأذى الجن من ذلك كثيراً ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 15 ) 0
5)- الحرمل 0
6)- دم الأخوين 0
يقول الأستاذ مختار محمد كامل بخصوص استخدام بعض الأعشاب كوسائل حسية في العلاج : ( وقد ثبت بالتجربة أن هناك العديد من الأعشاب والنباتات التي تؤثر على الجن فتؤذيه إذ بالغ ، وفي معظم الأحوال تؤدي إلى هلاكه ومن هذه الأعشاب الهامة " الحلتيت ، والزعفران ، والزيتون ، والحبة السوداء – حبة البركة ، والسذاب ، والمسك ، والسدر ، ودم الأخوين ، والبابونج ، والأنيسون ، والبروتوش ، الميعة السائلة ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 7 ) 0
7)- زيت الزيتون :
يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( يفيد زيت الزيتون في علاج المس والسحر بالدهن منه مباشرة أو القراءة عليه من آيات الرقية ، والشرب منه 2 – 3 مرات بمقدار ملعقة كبيرة في كل مرة ، ويمكن إضافة عصير الليمون إليه لتحسين طعمه ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 51 ) 0
- الملح الصخري ، خاصة رشه في زوايا البيوت المسكونة 0
9)- استخدام ماء البحر لملوحته والتي تؤثر بإذن الله تعالى على الجن والشياطين ، وله أثر بين في علاج بعض حالات السحر 0
قال الأستاذ إبراهيم عبدالبر : ( ونشر في كتاب " أفعال شيطانية في أول ليالي الزوجية " ص 51 ذكر مؤلف هذا الكتاب أن لحل السحر عن المكان يؤتى بكوب من الماء ويوضع فيه الملح حتى يشبع ، ويرش في جميع أنحاء الشقة ، وهذه الطريقة باطلة ؛ لأنه لا يوجد أي دليل من الشرع يثبت أن الملح يفسد السحر ، بل هذا ورب الكعبة ما يف***** الدجالون ) ( الرد المبين على بدع المعالجين وأسئلة الحائرين – ص 167 – 168 ) 0
وكذلك قال الأستاذ عبدالعزيز القحطاني : ( وإن ما أراه أن بعض الرقاة عفا الله عنهم أسرف في طريق اتخاذها لهدي النبي متجاوزاً تحذير العلماء ، وقد أخذوها على الإطلاق ، فمن أين جواز الرقية في الملح وذره في البيوت أو خارجها أو رش الماء حول الجدران 0 – واستشهد بحديث علي – رضي الله عنه – لعن الله العقرب 000 – ثم قال : ولم يأت ذر الملح حول الجدران وغيره ، وإقناع الناس برش ماء في حوش المنزل وغيرها استهانة بكلام الله 0 كما أنه لو لم يفعل النبي بأن نفث في كفيه ومسح بعد قراءة المعوذتين والإخلاص 0 وكذلك بالدعاء لما فعلنا ذلك بالمسح على أجسادنا ولكن المشروع فاتبعناه ) ( طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين – ص 97 ) 0
قلت : لا بد أن نفرق في كافة الموضوعات المتعلقة بالرقية الشرعية وعالم الجن والشياطين بين أمرين هامين وهما : الأمور التأصيلية المتعلقة بهذا العلم والتي لا بد من الالتزام بها غاية الالتزام خوفا من الوقوع في المعصية أو البدعة أو الشرك أو الكفر ، والجانب الآخر الذي يتبع الخبرة والتجربة وله علاقة مطردة مع استخدامه بحيث يؤدي ف***** لنتائج طيبة للمريض شريطة عرضه على علماء الأمة وأخذ موافقتهم على ذلك ، وقد ثبت لي بالفعل في هذا المجال الأثر النافع لاستخدام الملح بشكل عام في علاج بعض حالات الصرع وكذلك رشه في الزوايا والأركان لطرد الجن والشياطين بسبب كرهها له دون الاعتقاد فيه ، أما وسم هذه الطريقة بأنها باطلة وأن هذا العمل من فعل الدجالين أو أنه استهانة بكلام الله فيحتاج لإعادة نظر ، ولو أن الكاتبين – حفظهما الله – قالا " الأولى تركها " واللجوء إلى الأمور الثابتة نصاً في الكتاب والسنة ، أو أنهما قالا " تحتاج لمزيد نظر " لكان في ذلك خير ، وقد فعل ذلك فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان في تعليقه على ذلك حيث قال : " يحتاج لمزيد نظر " ، علماً أن بعض أهل العلم تكلموا في هذه المسألة ، فقد سئل الشيخ محمد بن إبراهيم عن الرقية في الملح فأجاب - رحمه الله - : ( هذا ليس فيه بأس 0 والناس توسعوا فيها - أي في جنس الرقية - من جهات الأولى البطيء فإنها كلما كانت أجد كانت أنفع ، وما دام لها أثر فإنها تصلح 0 وأيضا الاستعمال وإلا فليس من شرطها أن تكون على معين فإنها قراءة ) ( فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم - باختصار - 1 / 94 – " 28 " ) 0
وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم استخدام رش الماء والملح في زوايا المنازل المسكونة بالجن والشياطين واعتبار ذلك من الأسباب الحسية للاحتراز من أذاهم بإذن الله تعالى ، حيث أنه يكثر تواجدهم في الزوايا وهم يكرهون الملح ولا يستسيغونه ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( لا بأس بطرح الملح في الماء حتى يذوب ثم يرش به زوايا المنزل من الداخل والخارج فقد جرب ذلك فوجد مفيدا في حراسة المنازل وطرد المتمردين من الجن والسلامة من أذاهم ، فإنهـم قد يتسلطون على بعض القراء والمعالِجين فيجوز استعمال ما ينفع في التحرز من شرهم وأذاهم ، وكذا يشرع قراءة بعض الأذكار والأوراد والتعوذات في ماء ثم يرش به المنزل الذي يتواجد فيه الجن والشياطين فإنه يبعدهم بإذن الله تعالى والله الشافي ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0
10)- استخدام أغصان شجر الزيتون لضرب الجن والشياطين ، وقد ثبت نفع ذلك الأسلوب ، كأسباب حسية في العلاج والاستشفاء ، وقد يعزى ذلك النفع بسب أن هذه الشجرة شجرة مباركة والله تعالى أعلم 0
11)- استخدام بعض أنواع السعوط التي تؤثر بطريقة أو بأخرى على الجن والشياطين شريطة أن لا يكون لها تأثيرات جانبية على سلامة وصحة المريض 0
يقول الأستاذ ماهر كوسا عن استخدام السعوط : ( إذا اشتمه المريض بقوة فإنه يجبر الجني إما على الكلام والنطق وإما على الهروب من الجسد ) ( فيض القرآن في علاج المسحور – ص 49 ) 0
12)- استخدام الجلوكوز المقروء عليه ، كمغذي للمريض ، شريطة أن يتم إعادة تعقيم له قبل إعطائه للمريض وذلك حرصا على سلامة المريض الطبية 0
يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله – فيما يتعلق بالبنود 4 ، 5 ، 6 ، 7 : " هذا يحتاج الى مزيد نظر " ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0
قلت : تلك بعض الاستخدامات التي يلجأ اليها بعض المعالِجين في طرق علاجهم ، وهذا مما أراه يتبع الأسباب الحسية النافعة المستخدمة في العلاج والاستشفاء ، ولكن الأولى تركها خشية الاعتقاد بها من قبل العوام وغيرهم ، وتلك نظرة الشيخ الدكتور ابراهيم البريكان – حفظه الله – حيث قال " وهذا يحتاج الى مزيد نظر " خاصة أن استخدام الأمور الثابتة في الكتاب والسنة لها تأثير طيب ومحمود في رد أذى الجن والشياطين وهي متوفرة ولله الحمد والمنة ، وهذا التأثير لا يكون إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ومن أمثلة ذلك : العسل والحبة السوداء والزيت وماء زمزم ونجوه ، وفي هذه الاستخدامات كفاية عما سواها والله تعالى أعلم 0
وأستأنس في ذلك بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – حيث يقول : ( وقد ثبت عن النبي أنه قال : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ( متفق عليه ) 0 ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب وإذا أكل أو شرب اتسعت مجاري الشياطين ، فإن مجاري الشياطين – الذي هو الدم – ضاقت ) ( مجموع الفتاوى – باختصار – 25 / 246 ) 0
قلت : وكما أن هناك علاقة مطردة ما بين الدم والطعام والشراب ، فكذلك هناك علاقة قوية ما بين استخدام الجلكوز الذي يعطى للمرضى عن طريق الأوردة لتغذية الجسم والذي بدوره يصل إلى الدم فيؤثر بإذن الله عز وجل تأثيراً فعالاً وأكيداً لمباشرته كلام الله عز وجل فتتأذى منه المردة والشياطين وقد جربت ذلك فانتفع به بعض المرضى انتفاعاً عظيماً والله تعالى أعلم 0
13)- استخدام الأترج ( الترنج ) ، وقد وقفت على كلام أورده الذهبي في كتابه " سير اعلام النبلاء " في شرحه لسيرة أبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الخلعي حيث قال : ( كان القاضي الخلعي يحكم بين الجن ، وأنهم أبطؤوا عليه قدر جمعة ، ثم أتوه ، وقالوا : كان في بيتك أترج ، ونحن لا ندخل مكانا يكون فيه ) ( سير أعلام النبلاء - 19 / 76 – نقلا عن السبكي في طبقاته – 5 / 254 ) 0
الأترج : شجر يعلو ، ناعم الأغصان والورق والثمر ، وثمره كالليمون الكبار ، وهو ذهبي اللون ، ذكي الرائحة ، حافظ الماء 0
قال المناوي : ( جرمها كبير ومنظرها حسن إذ هي صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ملمسها لين تشرف إليها النفس قبل أكلها ويفيد أكلها بعد الالتذاذ بمذاقها طيب نكهة ودباغ معدة وقوة هضم فاشتركت فيها الحواس الأربعة البصر والذوق والشم واللمس في الاحتظاء بها ، ثم هي في أجزائها تنقسم إلى طبائع فقشرها حار يابس يمنع السوس من الثياب ولحمها رطب وحماضها بارد يابس يسكن غلمة النساء ويجلو اللون والكلف وبزرها حار مجفف فهي أفضل ما وجد من الثمار في سائر البلدان ) ( فيض القدير - 5 / 513 ) 0
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( الأترجة ثمر معروف يقال له ترنج جامع لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون ومنافع كثيرة ) ( عون المعبود – 13 / 122 ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الخبر الذي أورده الذهبي في سيرة القاضي الخلعي ، وهل يجوز استخدام الأترج مع المرضى على أي صفة كانت كزراعته في المنزل أو استخدامه كعصير ونحو ذلك ، باعتبار كونه سببا حسيا نافعا للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( يمكن أن يكون الأترج نافعا في حراسة المنزل من أذى الجن بإذن الله تعالى وإن كان هذا الخبر غريبا ، حيث أن الكثير من البساتين لا تخلو من شجر الأترج ومع ذلك قد يصيب بعضهم الصرع ويلابسه الجن ويحتاجون إلى العلاج بالرقية ونحوها ، لكن لا مانع من تجربة غرس الأترج في المنازل والحدائق ، فإنه شجر طيب الرائحة وثمره مفيد ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب 000 ) ( متفق عليه ) ، وفي الأترج منافع كثيرة ذكر بعضها ابن القيم في زاد المعاد ولم يذكر طرده للجن والله أعلم ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0
قلت : واستخدام الأترج على أي صفة كانت سواء زراعته في المنازل أو استخدامه كعصير محلى بالعسل لمرضى صرع الأرواح الخبيثة ، يعتبر من الاستخدامات الحسية المباحة ، فلا يعتقد به بأي حال من الأحوال إنما يعتبر سببا حسيا تكرهه الجن والشياطين ككرهها لأية أمور أخرى ، خاصة إذا ثبت ذلك لدى الحاذقين المتمرسين في الرقية الشرعية والعلاج ، بناء على ما ذكره القاضي الخلعي ، وقد أشرت سابقا بأن الأولى تركه خشية الاعتقاد به ، وفي الأمور الثابتة في الكتاب والسنة كفاية عما سواها والله تعالى أعلم ) 0
يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله – عن استخدام الأترج بالكيفية السابقة : " وعندي أن ذلك من جنس التمائم فلا أرى ف***** " 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،